ما وراء العملية العسكرية في الضفة الغربية إسرائيل تكشف أهدافا غير معلنة غرفة_الأخبار

ما وراء العملية العسكرية في الضفة الغربية: تحليل معمق لأهداف إسرائيل غير المعلنة

يشكل الفيديو المعروض على يوتيوب تحت عنوان ما وراء العملية العسكرية في الضفة الغربية إسرائيل تكشف أهدافا غير معلنة غرفة_الأخبار نقطة انطلاق هامة لتحليل معمق وشامل للأحداث المتسارعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. في حين تتصدر العمليات العسكرية الإسرائيلية العناوين الرئيسية للأخبار، غالباً ما تغيب عن التحليل الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من وراء هذه العمليات. يهدف هذا المقال إلى تفكيك الخطاب الظاهر، والكشف عن الأبعاد الخفية التي تدفع إسرائيل لتصعيد عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، وذلك بالاعتماد على التحليلات الواردة في الفيديو المذكور، بالإضافة إلى مصادر أخرى موثوقة.

الخطاب الظاهر: الأمن ومكافحة الإرهاب

تتبنى إسرائيل بشكل دائم خطاباً موحداً لتبرير عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، وهو خطاب يرتكز على محورين أساسيين: الأمن ومكافحة الإرهاب. تزعم إسرائيل أن هذه العمليات ضرورية لحماية مواطنيها من الهجمات الفلسطينية، وأنها تستهدف بشكل أساسي البنية التحتية للمجموعات المسلحة والخلايا الإرهابية. يركز هذا الخطاب على تصوير إسرائيل كضحية، وعلى تصوير الفلسطينيين كتهديد دائم للأمن والاستقرار. كما يتم التركيز على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، متجاهلة السياق التاريخي والسياسي للصراع، والمتمثل في الاحتلال العسكري المستمر للأراضي الفلسطينية.

يستخدم هذا الخطاب في وسائل الإعلام الدولية والإسرائيلية، وغالباً ما يلقى قبولاً لدى الرأي العام الغربي، الذي يميل إلى تبني وجهة النظر الإسرائيلية في الصراع. كما يتم استخدامه لتبرير الإجراءات القمعية التي تتخذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مثل الاعتقالات التعسفية، وهدم المنازل، وتقييد الحركة.

ما وراء الأمن: الأهداف الاستراتيجية غير المعلنة

لكن التدقيق في العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية يكشف عن أهداف استراتيجية أبعد من مجرد الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب. هذه الأهداف غالباً ما تكون غير معلنة، وتتعلق بمستقبل الضفة الغربية، ومستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. من بين هذه الأهداف:

1. تغيير الواقع الديموغرافي:

تسعى إسرائيل بشكل حثيث إلى تغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية لصالحها، وذلك من خلال توسيع المستوطنات الإسرائيلية، وتشجيع الهجرة إليها، وتضييق الخناق على الفلسطينيين، ودفعهم إلى الهجرة. العمليات العسكرية تلعب دوراً هاماً في تحقيق هذا الهدف، حيث يتم استخدامها لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتدمير منازلهم، وتقويض سبل عيشهم. كما يتم استخدامها لخلق بيئة من الخوف وعدم الاستقرار، تدفع الفلسطينيين إلى التفكير في الهجرة.

إن التوسع الاستيطاني المستمر يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، ويعيق بشكل كبير أي فرصة لحل الدولتين، الذي يعتبر الحل الأكثر واقعية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

2. تقويض السلطة الفلسطينية:

تهدف إسرائيل إلى تقويض السلطة الفلسطينية وإضعافها، وتحويلها إلى مجرد أداة في يد الاحتلال. العمليات العسكرية تستخدم لتقويض سلطة السلطة الفلسطينية، وإظهارها بمظهر العاجز عن حماية شعبها، وغير قادرة على فرض القانون والنظام. كما يتم استخدامها لإثارة الفتنة بين الفلسطينيين، وتقويض الوحدة الوطنية.

إن إضعاف السلطة الفلسطينية يخدم المصالح الإسرائيلية، حيث يتيح لها فرض سيطرتها الكاملة على الضفة الغربية، ويمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة.

3. ضم الضفة الغربية:

يعتبر ضم الضفة الغربية هدفاً استراتيجياً بعيد المدى لإسرائيل، تسعى لتحقيقه من خلال سلسلة من الإجراءات التدريجية. العمليات العسكرية تلعب دوراً هاماً في هذا المسعى، حيث تستخدم لفرض السيطرة الإسرائيلية على الأرض، وتغيير الواقع على الأرض، وتهيئة الظروف لضم رسمي للضفة الغربية.

إن ضم الضفة الغربية سيقضي على أي أمل في حل الدولتين، وسيحول الفلسطينيين إلى مجرد أقلية مضطهدة في دولة إسرائيل الكبرى.

4. تغيير قواعد اللعبة:

تسعى إسرائيل من خلال عملياتها العسكرية إلى تغيير قواعد اللعبة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفرض شروط جديدة على الفلسطينيين، تجعلهم أكثر ضعفاً واستسلاماً. العمليات العسكرية تستخدم لترهيب الفلسطينيين، وإضعاف مقاومتهم، وإجبارهم على قبول شروط إسرائيلية مجحفة في أي مفاوضات مستقبلية.

إن تغيير قواعد اللعبة يهدف إلى إبقاء إسرائيل في وضع القوة، وإبقاء الفلسطينيين في وضع الضعف والتبعية.

التداعيات المحتملة:

إن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية غير المعلنة، ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها. من بين هذه التداعيات:

• تصعيد العنف: العمليات العسكرية ستؤدي إلى تصعيد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وزيادة عدد الضحايا من الجانبين.
• تدهور الأوضاع الإنسانية: العمليات العسكرية ستؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية، وزيادة الفقر والبطالة.
• تقويض عملية السلام: العمليات العسكرية ستقوض أي فرصة لعملية سلام حقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
• زعزعة الاستقرار الإقليمي: العمليات العسكرية ستزيد من حدة التوتر في المنطقة، وتهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي.

الخلاصة:

إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تقتصر على مجرد الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب، بل تحمل في طياتها أهدافاً استراتيجية غير معلنة، تتعلق بمستقبل الضفة الغربية، ومستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذه الأهداف تسعى إلى تغيير الواقع الديموغرافي، وتقويض السلطة الفلسطينية، وضم الضفة الغربية، وتغيير قواعد اللعبة لصالح إسرائيل. إن تحقيق هذه الأهداف سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها، وسيؤدي إلى تصعيد العنف، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وتقويض عملية السلام، وزعزعة الاستقرار الإقليمي. من الضروري فضح هذه الأهداف، والعمل على منع إسرائيل من تحقيقها، من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.